أكد رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر، الأحد، على الحاجة إلى وقف "واضح وعاجل" لإطلاق النار في غزة، القطاع الفلسطيني الذي قتلت فيه إسرائيل أكثر من 38 ألف فلسطيني خلال 9 أشهر وحولته إلى أنقاض.
وتولى زعيم "حزب العمال" كير ستارمر، رسميًا منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة بعد أن تم تعيينه من قبل الملك تشارلز الثالث، الجمعة، إثر فوز الحزب في الانتخابات.
وقال مكتبه في بيان إن "ستارمر، أكد في محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على ضرورة التوصل لوقف واضح وعاجل لإطلاق النار بغزة، وعودة الرهائن، وزيادة فورية في حجم المساعدات للمدنيين".
وجدد ستارمر، "تعازيه للخسارة المأساوية في الأرواح في أعقاب هجمات أكتوبر/ تشرين الأول الماضي"، على حد قوله.
وشكر رئيس الوزراء البريطاني الجديد، نتنياهو، على تهنئته، قائلاً إنه يتطلع إلى "مواصلة تعميق العلاقة الوثيقة" بين البلدين.
وأضاف البيان أنه "من المهم أيضا ضمان توافر الظروف طويلة الأمد لحل الدولتين، بما في ذلك ضمان أن السلطة الفلسطينية لديها الوسائل المالية للعمل بفعالية".
وفي وقت سابق الأحد، أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس الوزراء البريطاني الجديد على مستجدات القضية الفلسطينية، وطالب لندن بالاعتراف بدولة فلسطين.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي هنأ فيه الرئيس الفلسطيني رئيس الوزراء البريطاني بتشكيله الحكومة الجديدة، وفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".
وتولى ستارمر، رسميًا منصب رئيس الوزراء، بعد أن عينه الملك تشارلز الثالث، الجمعة، إثر فوز الحزب في الانتخابات.
وقالت الوكالة إن عباس أطلع ستارمر "على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والحاجة الفورية إلى الاستجابة للجهود الدولية لوقف إطلاق النار (في غزة)، وإدخال المساعدات الإنسانية، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كامل قطاع غزة، والإفراج عن الأموال الفلسطينية المحجوزة لدى إسرائيل".
وأعرب الرئيس الفلسطيني "عن ثقته بأن يسهم تشكيل الحكومة البريطانية الجديدة، في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون المشتركة بين البلدين والشعبين الصديقين".
وأبدى استعداد فلسطين "للعمل مع رئيس الوزراء البريطاني من أجل صنع السلام، من خلال حل الدولتين المستند إلى الشرعية الدولية"، داعيا بريطانيا إلى الاعتراف بدولة فلسطين.
بدوره، جدد رئيس الوزراء البريطاني مواقف بلاده "الداعمة لوقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن (الإسرائيليين المحتجزين في غزة)، وأهمية أن يتم الإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة" وفق المصدر نفسه.
وأكد "أهمية مواصلة الحكومة الفلسطينية برامجها الإصلاحية واستعداده للعمل معها".
وأشار إلى أن "وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، سيقوم قريبا بزيارة إلى فلسطين، لمواصلة النقاشات السياسية، وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين (دون تحديد موعد)".
واتفق عباس ورئيس الوزراء البريطاني على "مواصلة التنسيق والاتصالات لمتابعة القضايا المطروحة وتعزيز العلاقات الثنائية".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 125 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.