اختلفت الدول العربية في إعلانها عن هلال شهر رمضان، فبدأت دول مثل السعودية وقطر ومصر صيامها يوم 11 مارس/آذار الماضي، وخالفتها دول مثل عُمان والأردن فبدأت صيامها في اليوم التالي 12 مارس/آذار.
لكن يبدو أن هذا الخلاف سيتحول إلى اتفاق في غرة شوال هذا العام، إذ يُتوقع أن تتفق الدول العربية على موعد واحد لعيد الفطر المبارك. ولفهم الجانب الفلكي لذلك الاتفاق يمكن أن نبدأ من فهم شكل دورة القمر حول الأرض.
دورة القمر حينما نرفع رؤوسنا للسماء ليلا فإننا نرى القمر في أطوار تتغير يوما بعد يوم، مثل الهلال أو الأحدب أو التربيع أو البدر، هذه الأطوار ليست إلا انعكاسا لضوء الشمس على القمر، والتغير الحاصل فيها يحدث بسبب دوران القمر حول الأرض كذلك.
يمكن لك بسهولة أن تلاحظ هذه الدورة من منزلك، فقط اصعد لسطح المنزل في نفس الموعد كل يوم وتأمل موضع القمر في السماء، ستجد أنه يغير مكانه وكأنه يقفز في السماء يوما بعد يوم، فيكون في أول الشهر الهجري قريبا من الأفق لحظة الغروب، ثم يصعد للأعلى بمرور الأيام.
والآن دعنا نفترض نظريا أننا قادرون على إعادة الزمن للخلف يوما بعد يوم، فهذا يعني أن القمر سيعود ليقف إلى جوار الشمس تماما في السماء، وفي علم الفلك فإن تلك هي لحظة الاقتران المركزي.
وبعد لحظة الاقتران يبدأ القمر في الابتعاد عن الشمس في السماء شيئا فشيئا، فلا نتمكن من رؤيته في البداية بسهولة لأنه يكون قريبا من الشمس، لكن بعد نحو 14 ساعة من لحظة الاقتران يمكن للعين المجردة أن تري القمر في السماء بعد غروب الشمس.
رؤية الهلال وفقا للشريعة الإسلامية، يخرج المختصون من الهيئات الشرعية المختصة للبحث عن هلال رمضان بعد غروب شمس يوم الرؤية في التاسع والعشرين من رمضان، فإذا تمكنوا من رصده يكون اليوم الموالي غرة الشهر الجديد الذي هو شوّال في هذه الحالة، وإذا لم يتمكنوا من ذلك يكون اليوم الموالي متمما لشهر رمضان.
وبحسب دار التقويم القطري، فإن لحظة الاقتران المركزي (المُحاق المركزي) لهذا الشهر في يوم الاثنين 8 أبريل/نيسان في تمام الساعة 21:22 بتوقيت الدوحة.
ويعني ذلك أنه بالنسبة للدول التي ستخرج لرؤية الهلال يوم 8 أبريل/نيسان مثل السعودية ومصر، فإنه من غير الممكن رؤية الهلال من الأساس، لأنه سيكون قد غرب قبل غروب الشمس أصلا، وهو ما يعني أن الثلاثاء 9 أبريل/نيسان سيُعلن اليوم المتمم لشهر رمضان، والأربعاء 10 أبريل/نيسان أول أيام عيد الفطر المبارك.
أما بالنسبة للدول التي ستكون فيها رؤية الهلال يوم 9 أبريل/نيسان مثل الأردن وعُمان، فإنه في لحظة الرؤية سيكون قد مضى يوم كامل تقريبا على مولد القمر الجديد، وهو ما يُعطي تلك الدول فرصة كبيرة لرصد الهلال وإعلان اليوم الموالي (الذي سيكون 10 أبريل/نيسان في تلك الحالة) غرة شهر شوال وأول أيام عيد الفطر المبارك.
اتفاق الدول العربية وفي بيان رسمي، صرح المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر أن غروب القمر قبل الشمس في الدول العربية التي خرجت للرؤية يوم 8 أبريل/نيسان يجعل من التاسع من أبريل متمما لشهر رمضان.
ويتفق مع ذلك مركز الفلك الدولي، حيث تشير الحسابات التي أعلن عنها إلى أن رؤية الهلال يوم 8 أبريل مستحيلة في كل الدول العربية بسبب حصول الاقتران السطحي بعد غروب الشمس، ولكنها ممكنة بالعين المجردة وبسهولة يوم 9 أبريل.
ما سبق يعني أن هناك فرصة كبيرة هذا العام لاتفاق الدول العربية على موعد عيد الفطر المبارك، والذي سيكون في العاشر من أبريل/نيسان 2024.
المصدر : الجزيرة