في اليوم الـ136 من العدوان الإسرائيلي على غزة، يواصل جيش الاحتلال قصف مناطق متفرقة من القطاع، مخلّفاً مزيداً من الشهداء والضحايا، وحصار المستشفيات وإخراج ما تبقى منها عن الخدمة في ظل عدم توفر الماء والطعام في القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الاثنين "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 29 ألفا و92 شهيدا، و69 ألفا و28 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
وأضافت في بيان أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 107 شهداء و145 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".
وأفادت مراسلة TRT عربي بأن جيش الاحتلال نفّذ سلسلة من العمليات العسكرية منذ ليلة الأحد على مستوى خان يونس والمنطقة الوسطى ورفح جنوب قطاع غزة.
وأضافت أن جيش الاحتلال شن غارات جوية عنيفة على بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، أسقطت 4 شهداء بعد استهداف أحد المنازل.
وفي رفح، أفاد المصدر ذاته بأن غارات إسرائيلية استهدفت منزلاً أدت إلى سقوط 5 شهداء "وما زال 28 شخصاً تحت أنقاض المنزل الذي دمّره القصف".
كما أكدت المراسلة أن آليات جيش الاحتلال تواصل محاصرة مجمع ناصر الطبي بخان يونس، كما توغلت قوات أخرى (الاثنين) في محيط مستشفى الجزائر التخصصي بعبسان، شرق المدينة.
وحذرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من إخراج مستشفى الأمل التابع لها بخان يونس عن الخدمة بسبب استمرار الاحتلال في محاصرته ومنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية إليه "خصوصاً بعد قصف جيش الاحتلال طوابقه بالمدفعية"، كما تضيف المراسلة.
من جانبه، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن وقود توليد الكهرباء بمستشفى الأمل في خان يونس جنوبي قطاع غزة انخفض لمستوى خطير، كما أكد أن قرب نفاد الطعام يهدد حياة العشرات.
وأفادت مصادر طبية (الاثنين) بسقوط جرحى في قصف إسرائيلي على منزل شرق مدينة دير البلح وسط القطاع.
إلى ذلك، استُشهد أكثر من 70 فلسطينياً، مساء الأحد، وأُصيب آخرون معظمهم من الأطفال والنساء، في قصف نفّذته طائرات ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي على النصيرات والزوايدة ودير البلح، وفق مصادر طبية.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن جثامين 16 شهيداً وصلت إلى المستشفيات إثر تواصل القصف الإسرائيلي على خان يونس جنوب قطاع غزة، "فيما انتُشل 5 شهداء معظمهم أطفال إثر قصف إسرائيلي على مناطق شمال القطاع".
وحسب الوكالة، استهدف قصف إسرائيلي أحياء الشجاعية والزيتون وتل الهوى والشيخ عجلين في مدينة غزة، كما حلّقت مُسيّرات وطائرات استطلاع على ارتفاعات منخفضة فوق مناطق متفرقة من رفح.
في السياق ذاته، قالت بلدية غزة إن الاحتلال الإسرائيلي يدمر مرافق الصرف الصحي في المدينة التي "تعيش كارثة خطيرة"، مطالبة المؤسسات الدولية بسرعة التدخل والحد من اتساع الكارثة وانتشار الأمراض.
تكدس مأساوي للمرضى
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أن "150 مريضاً دون رعاية طبية لا يستطيعون الحركة، مكدسون داخل غرف وممرات المبنى القديم في مجمع ناصر الطبي".
وأضاف بيان للوزارة أن الوضع يأتي "بعد اعتقال 70 من إدارة المجمع وطواقمه الطبية"، كما أن "الاحتلال يرفض إخلاء المرضى لتلقي العلاج في مستشفيات أخرى، مما يُعرّض حياتهم للخطر".
قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة اليوم الأحد إن ثاني أكبر مستشفى في قطاع غزة "خرج عن الخدمة".
وأضاف القدرة أن أربعة فقط من أفراد الأطقم الطبية يتولون رعاية المرضى داخل مستشفى ناصر في مدينة خان يونس بجنوب القطاع، بعد اقتحام قوات الاحتلال للمستشفى.
وأوضحت الوزارة أن "من بين المرضى 7 في العناية المركزة، و5 يتلقون جلسات غسيل كلوي، و3 أطفال في وحدة الحضانة، بالإضافة إلى حالات الحروق والبتر والشلل الرباعي والولادة وغيرها".
وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الصحة أنها تمكنت من إخلاء 14 مريضاً من داخل المستشفى بجهود منظمة الصحة العالمية، ويتعلق الأمر بـ"5 يتلقون جلسات غسيل كلوي، بالإضافة إلى 3 حالات في العناية المركزة".
وفي وقت سابق الأحد، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أخرج مستشفى ناصر، الذي يحاصره منذ فترة، عن الخدمة وحوّله إلى ثكنة عسكرية.
وأوضح أن الجيش اعتقل واعتدى على المرضى والطواقم الطبية في المشفى وتَسبب في استشهاد 8 مرضى.
والخميس، اقتحمت القوات الإسرائيلية مجمع ناصر، وهو الأكبر والأهم في جنوب قطاع غزة، بعد أن أجبرت آلاف النازحين على الخروج منه، وفق شهود عيان ومصادر رسمية فلسطينية.
"غذاء لا يكفي غزة"
على صعيد آخر، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن "توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوبي غزة، يهدد بقطع شريان الحياة للمساعدات إلى القطاع، حيث لا يوجد ما يكفي من الغذاء".
وأضافت "أونروا"، الأحد، على حسابها بمنصة إكس، أنها "قدمت وجبات ساخنة لألف و700 شخص نازح داخل مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع وما حوله"، وشددت على أنه "لا يوجد ما يكفي من الغذاء في غزة".
وقالت الوكالة الأممية إن "توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح يهدد بقطع شريان الحياة للمساعدات إلى القطاع، ما يسبِّب مزيداً من المعاناة".
وتعلن إسرائيل حالياً عزمها اجتياح رفح، في المنطقة الجنوبية المكتظة بالنازحين، بعد أن أخرجت سكان الشمال بالقوة ووجَّهتهم إلى الجنوب بزعم أنه "منطقة آمنة".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلَّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".