يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، لليوم الـ126 على التوالي، مخلفا عددا هائلا من الشهداء والمصابين والمفقودين، وسط صمت دولي وترقب للتطورات للمحادثات الجارية في القاهرة، بشأن صفقة تبادل جديدة، يأمل الوسطاء أن تفضي إلى وقف الحرب.
وكثفت طائرات الاحتلال الإسرائيلية، غاراتها الجوية على شمال قطاع غزة وجنوبه، وسط معارك عنيفة مستمرة منذ أيام في جنوب غرب مدينة غزة، شمالي القطاع، وفي مدينة خانيونس جنوباً.
وقالت وزارة الصحة في غزة، اليوم الجمعة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية، العديد من المجازر ضد العائلات في القطاع راح ضحيتها 107 شهداء و142 إصابة.
وأضافت: أن عدداً من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات بسبب منع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
وأوضحت الوزارة أن حصيلة الضحايا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ارتفعت إلى 27947 شهيداً و67459 مصاباً، أغلبهم من النساء والأطفال.
وفي شمال القطاع، يؤكد نشطاء أن السكان يعيشون مجاعة حقيقية في ظل انعدام المواد الغذائية منذ مدة، وأيضاً نفاد أعلاف حيوانات كان سكان المنطقة قد اضطروا لطحنها لإعداد الخبز في ظل انعدام القمح.
وعلى صعيد الحرب على المستشفيات، يواصل جيش الاحتلال حصار مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل في خانيونس، جنوبي القطاع.
وحذرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من أنّ حياة الجرحى في مستشفى الأمل "في خطر"، جراء نفاد الأكسجين بالكامل من المستشفى منذ أيام، وعدم قدرة الطواقم الطبية على إجراء عمليات جراحية لهم حيث توقف العمل تماماً في قسم الجراحة.
ونبهت الجمعية في بيان من أنّ مخزون الوقود سينفد خلال أربعة أيام فقط، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل فوراً للضغط على سلطات الاحتلال للسماح بإدخال الأكسجين والمستلزمات الطبية والوقود لضمان استمرار العمل في المستشفى.
سياسياً، تتواصل المباحثات في العاصمة المصرية القاهرة لسد الفجوات بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي بشأن مقترح اجتماع باريس للتهدئة وتبادل الأسرى.
على الصعيد الإنساني، تزداد الأوضاع مأساوية في ظل منع إسرائيلي دخول المساعدات للسكان المحاصرين في قطاع غزة، حيث حذر برنامج الأغذية العالمي اليوم الجمعة، من أن خطر المجاعة في غزة يزداد يوماً بعد آخر.
وأفاد المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية ماثيو هولينغورث، بأنّ سكان قطاع غزة يعيشون "كارثة إنسانية ملحمية" وسط الجوع وانتشار الأمراض.
وأوضح هولينغورث، في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، أنّ "قطاع غزة يعيش أزمات عدّة، في مقدّمتها عدم توفّر الرعاية الصحية والجوع". وفي معرض وصفه لما رآه في القطاع المستهدف والمحاصر، قال المسؤول الأممي إنّ "قطاع غزة اليوم مختلف تماماً عمّا كان عليه قبل أربعة أشهر، إذ إنّ نصف مبانيه مدمّر ومتضرّر، وسكانه بمعظمهم صاروا بلا مأوى".