تباينت المواقف الغربية بشأن الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر منذ 108 أيام؛ إذ أظهرت واشنطن تأييداً لاستمرار الحرب ترجمْته بصفقة أسلحة جديدة، فيما عبّرت عواصم أوروبية عن دعمها لحل الدولتين.
رداً على سؤال عن ازدياد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: "هذه هي الخطة العسكرية للإدارة الإسرائيلية، الإدارة الأمريكية تدعم النهج الإسرائيلي في القضاء على حماس، ولكن تحض أيضاً على ضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي للمسؤول الأمريكي، مساء الاثنين، في العاصمة واشنطن.
وأوضح كيربي أن "إسرائيل تحارب ضد حركة حماس، ولديها الحق في الدفاع عن نفسها".
في سياق متصل، قالت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، الاثنين: "وصل وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى ظُهر اليوم (الاثنين) إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات مع مسؤولين في الجيش الأمريكي والصناعات العسكرية والدفاعية الأمريكية".
وأوضحت أن "الغرض من الاجتماعات هو الدفع نحو صفقات شراء فورية لمواصلة القتال (في غزة)، ومنع نقص الذخيرة والأسلحة".
وتحظى تل أبيب بدعم عسكري أمريكي كبير، إذ قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في ديسمبر/كانون الأول، خلال احتفال في البيت الأبيض بمناسبة عيد "حانوكا" اليهودي إن بلاده ستواصل تقديم الدعم العسكري لإسرائيل حتى تتخلص من حركة المقاومة الإسلامية حماس، مؤكداً التزامه دعم إسرائيل.
الموقف الأوروبي
في المقابل، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، في تصريح للصحافة الإيطالية، الاثنين، إن روما كانت وما زالت تؤيد مبدأ حل الدولتين، وإنها تسعى من أجل إحلال ذلك.
وصرّح تاجاني بأنه سيزور لبنان وإسرائيل وفلسطين يومي 24 و25 يناير/ كانون الثاني الجاري، لبحث آخر المستجدات الحاصلة في المنطقة.
وأفادت وكالة "ANSA" الإيطالية أن 26 دولة في الاتحاد الأوروبي (27 دولة) أعربت في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد، أمس (الاثنين)، عن تأييدها لمبدأ حل الدولتين، فيما امتنعت المجر عن الإدلاء بصوتها في هذا الشأن.
انقطاع الاتصالات عن معظم قطاع غزة
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الاثنين، إن خدمات الاتصالات والإنترنت انقطعت في قطاع غزة للمرة العاشرة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وذكرت الوكالة عبر حسابها على منصة "إكس" أن القطاع يشهد أطول انقطاع للاتصالات، ما عزز "الشعور بالعزلة" داخله بسبب انقطاع التواصل بين سكانه والعالم.
وأوضحت "أونروا" أن انقطاع الاتصالات عطَّل الاستجابة الإنسانية، وحدّ من الوصول إلى المعلومات المنقذة للحياة.
والاثنين، أعلنت "شركة الاتصالات الفلسطينية وجوال" انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، للمرة العاشرة منذ 7 أكتوبر.
وفي المرات التسع الماضية، كانت خدمات الاتصال تنقطع عن غزة في فترات تتراوح بين عدة ساعات وخمسة أيام، وهي أطول فترة قطع جرى تسجيلها في 12 يناير/كانون الثاني الجاري.
وشركة الاتصالات الفلسطينية أكبر مزوّد لخدمات الاتصالات الخلوية والإنترنت في قطاع غزة، والمقدم الحصري لخدمات الاتصالات الثابتة هناك.
ومطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ناشد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني، إسحاق سدر، مصر لتفعيل خدمة التجوال، وتشغيل محطات الاتصالات القريبة من حدود غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشنُّ الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلَّفت حتى صباح الاثنين "25 ألفاً و295 شهيداً، و63 ألف مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، حسب الأمم المتحدة.
TRT عربي - وكالات