أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 23 ألفاً و843 شهيداً، بالإضافة إلى إصابة 60 ألفاً و317 شخصاً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضافت الوزارة في بيان أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وأفادت الوزارة أن "الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 135 شهيداً و312 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية".
يأتي إعلان الوزارة مع استشهاد عشرات الفلسطينيين واصابة آخرين في قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على أنحاء متفرقة في غزة، جواً وبراً وبحراً، في اليوم التاسع والتسعين من العدوان.
ووفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، انتشلت فجر السبت طواقم الدفاع المدني جثامين 20 شهيداً بينهم أطفال ونساء، إثر قصف منزل في حي الدرج بمدينة غزة.
كما استشهد 3 مواطنين، وأُصيب آخرون بجروح، في قصف مسيّرة إسرائيلية بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وذلك تزامناً مع وصول عدد من الجرحى لمستشفى ناصر، جراء قصف مدفعي عنيف وسط وجنوب خان يونس.
وشنّ طيران الاحتلال حزاماً نارياً على قزان النجار والبطن السمين في المناطق الجنوبية الشرقية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
من جانبها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، انقطاع الاتصال بشكل كامل عن طواقمها العاملة في قطاع غزة بسبب قطع الاحتلال الإسرائيلي خدمات الاتصالات والانترنت، ما يزيد حجم التحديات التي تواجه طواقمها في تقديم خدماتها الإسعافية والوصول للجرحى والمصابين بالسرعة اللازمة".
ويعاني قطاع الاتصالات من الاستهداف المستمر، وبلغ حجم الدمار ما يزيد على 80%، بالإضافة إلى تعرض الطواقم الفنية للاستهداف المباشر، خلال أدائها عملها بالرغم من التنسيق المسبق عن طريق المؤسسات الدولية.
وهذه هي المرة السابعة على الأقل، التي تنقطع فيها الاتصالات بالكامل مع قطاع غزة، منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، علما أن تضرر الخطوط والشبكات وأبراج الإرسال جراء الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان في البنية التحتية، ونقص الوقود بسبب الحصار، أدى إلى انقطاعات متكررة وضغط على الشبكة وضعف الإرسال في أنحاء متفرقة من القطاع. الأمم المتحدة: قلقون من محاولات تغيير ديمغرافية غزة
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن إرسال الفلسطينيين إلى دول ثالثة تحت اسم "الهجرة الطوعية"، مؤكدة ضرورة الرفض الشديد لجميع محاولات تغيير التركيبة الديمغرافية لقطاع غزة.
جاء ذلك على لسان مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في كلمة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بطلب من الجزائر بخصوص وضع الفلسطينيين المهجرين في غزة.
وأشار غريفيث إلى أن الأحداث التي شهدتها إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الأيام المئة الماضية "لم تأخذ بالحسبان" المدنيين، مؤكداً أن الوضع في غزة مأساوي.
ولفت إلى أن مراكز الإيواء فاضت، والمياه والغذاء على وشك النفاد، مبيناً أن 134 منشأة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تعرضت للقصف وقُتل 148 موظفاً أممياً.
وذكر غريفيث أن منشآت الإغاثة الإنسانية تعرضت للاستهداف على الرغم من إبلاغ الجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى تعريض العاملين في مجال المساعدات الإنسانية لخطر جسيم.
وأعرب عن استيائه من "أمر الإخلاء" الصادر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أن الغارات الجوية تركزت في الأماكن التي طُلب من المدنيين "الذهاب إليها".
وقال: "زملاؤنا الذين تمكنوا من الذهاب إلى شمالي غزة يقولون إن ما رأوه كان مروعاً بشكل لا يوصف. الجثث ملقاة على الطرق. والناس الذين يعانون الجوع يوقفون الشاحنات من أجل أن يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة".
وأردف: "في هذا السياق، فإن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن إرسال الفلسطينيين إلى دول ثالثة تحت مسمى ’الهجرة الطوعية’ مثيرة للقلق، ويجب الرفض بشدة لجميع المحاولات لتغيير التركيبة الديمغرافية لغزة".
وأكد أن الترحيل القسري والجماعي للفلسطينيين سيكون انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي.
من جانبها، صرحت إيلز براندز كيريس مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن التهجير القسري الجماعي بدأ في 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عقب إصدار الإدارة الإسرائيلية "أمر إخلاء" الجزء الشمالي من غزة.
وذكرت أن 90% من المجتمع في غزة يواجه انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وقالت: "يُمنع تجويع المجتمع المدني أسلوباً من أساليب الحرب".
وشدّدت كيريس على ضرورة عدم منع عودة الفلسطينيين الذين طُردوا قسراً من غزة، مشيرة إلى أنه يجب توفير ضمانة قوية تمكن هؤلاء الأشخاص من العودة إلى منازلهم.
تحذيرات من فيضان بركة "الشيخ رضوان"
مع دخول المنخفض الجوي وتساقط الأمطار بغزارة على قطاع غزة، تتزايد مخاوف الفلسطينيين من فيضان مياه بركة "الشيخ رضوان" شمالي مدينة غزة.
وبركة الشيخ رضوان أكبر مكان لتجميع مياه الأمطار في مدينة غزة، لكن تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي خطوط الصرف الصحي الناقلة أدى إلى تسرب المياه العادمة إليها وتحويلها إلى مكرهة صحية.
كما فقدت بلدية غزة القدرة على تقديم الخدمات الأساسية بالمدينة بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية ونفاد الوقود واستهداف الجيش الإسرائيلي لمعظم معداتها ومقراتها، ما أدى إلى توقف تصريف المياه من البركة.
ويطالب العالم أجمع بالتدخل واغاثة غزة وتزويد البلدية بالوقود لتشغيل المضخات ومنع كارثة محققة.
من جانبه، حذر متحدث بلدية مدينة غزة حسني مهنا، من خطورة فيضان بركة الشيخ الرضوان، وإغراق مئات المنازل المحيطة بمياه الصرف الصحي، بعد أن وصل منسوب المياه المتجمعة إلى مستويات حرجة.
وقال مهنا أن "استمرار تساقط الأمطار على مدينة غزة ليوم واحد او يومين، سيؤدي حتماً إلى فيضان مياه البركة والتسبب بخسائر فادحة في الأرواح أو الممتلكات وتعميق الأزمات الصحية والبيئية".
وأضاف: "هذه البركة مخصصة لتجميع مياه الأمطار لكن استهداف الجيش الإسرائيلي خطوط الصرف الصحي الناقلة في المناطق المحيطة أدى إلى تسرب مياه الصرف الصحي إليها واختلاطها بمياه الأمطار وتلويثها".
وأوضح أن نفاد الوقود اللازم لتشغيل مضخات البركة من أجل ضخ وتفريغ المياه باتجاه شاطئ البحر يزيد الأوضاع خطورة وتعقيدًاً، مؤكدًا أن البلدية لم تستلم أي كميات من الوقود منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وطالب متحدث البلدية، المؤسسات الدولية والأممية بضرورة التدخل العاجل وتوفير الوقود اللازم لتشغيل مضخات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي وتدارك الأزمة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت عشرات آلاف الشهداء والمصابين معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.