قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الإثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن 3 وزراء على الأقل في الحكومة الإسرائيلية يفكرون في الاستقالة، وإجبار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على تحمل المسؤولين جراء عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل المقاومة في مستوطنات غلاف غزة، وأثارت صدمة في إسرائيل.
أشارت الصحيفة إلى أن اثنين من الوزراء متأثران بالأحداث الأخيرة، ومقابلة العائلات التي خسرت أبناءها، والأجواء الكئيبة في جنازات القتلى الإسرائيليين، وأضافت أنه في حين "لا يستطيع أحد في الائتلاف أن يطلب من نتنياهو التنحي بشكل مباشر، فالوزراء الخمسة أو الأربعة المستعدون لتحمل المسؤولية قد يضغطون عليه ليفعل أيضاً، وهو ما قد يخفف من تأنيبهم لضمائرهم".
لفتت الصحيفة إلى أنه فضلاً عن الوزراء، فهناك أيضاً نواب "كنيست" من أعضاء الائتلاف، يفكرون في مستقبلهم بالحكومة، لكنهم يحجمون عن مناقشة هذه المسألة علناً، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى الانقسام.
لكن هؤلاء يدركون "أن الوضع الحالي مسؤولية جماعية تقع على عاتق جميع المعنيين"، ويمتد اللوم إلى ما هو أبعد من الهجوم وفشل التخطيط، ليشمل انهيار الخدمات العامة وانعدام كفاءة أداء الوزارات الحكومية بسبب التعيينات التي في غير محلها والأجندات الشخصية.
بحسب الصحيفة، اعترف أحد أعضاء الكنيست مؤخراً بالقول: "كان يفترض أن نقاتل بقوة أكبر لدفع هذا التدهور. فالوضع الحالي لا يمكن تصوره ولا يمكن أن نسمح باستمراره".
يأتي هذا فيما تثير مسألة محاسبة نتنياهو عن أحداث يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، انزعاجاً في إسرائيل، وهذا الانزعاج يشمل قطاعاً كبيراً من الإسرائيليين، الذين يحيرهم إحجام نتنياهو عن الإقرار علناً بتحمله المسؤولية، ودوره بالسياسات والإجراءات التي أدت إلى هذا الفشل في مواجهة هجوم فصائل المقاومة.
كذلك يشعر المقربون من نتنياهو وكبار وزرائه، بالحيرة من "هوسه"، على حد تعبيرهم، بالتركيز على الأمر، ويقولون إن إعلان رئيس الوزراء مسؤوليته لا ضرورة له في هذه الفترة الحرجة، وقد تكون له عواقب سلبية، سواء على مستوى الأمن أم الاستراتيجية أم الروح المعنوية العامة، ويؤكدون أن نتنياهو ليست لديه أية نية للاستقالة خلال الحرب، ولذلك يتساءلون عن سبب انشغاله الشديد بهذه القضية.
تقول "يديعوت أحرونوت"، إن "حاشية نتنياهو تتجاهل السبب الأساسي وراء الانشغال بهذه القضية، فمن انزعجوا من عدم إعلان رئيس الوزراء مسؤوليته رأوا في الأيام الأخيرة جميع رؤساء الأجهزة الأمنية يعترفون بشكل أو بآخر بمسؤوليتهم عن الفشل، وهو ما يدل على أنهم يعتزمون الاستقالة وإخلاء مقاعدهم بعد انتهاء الحرب. والوحيد الذي يصر على ألا يفعل ذلك هو نتنياهو".
كما يشكك البعض في إمكانية استمرار نتنياهو في فترة ولايته، لأنه من المتوقع أن يتصاعد الغضب والحزن الشعبيان بعد أحداث أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أيضاً يرى المسؤولون السياسيون أنه لن يقر بالمسؤولية لأن ذلك يتعارض مع شخصيته، فهو لم يعتذر قط طوال فترة وجوده في المنصب، ويشير بعض من حوله إلى أن التركيز على مسؤوليته سيتضاءل بعد دخول الجيش الإسرائيلي برياً إلى غزة، لكن هذا الرأي قد يكون قاصراً، فيما يساهم تعقيد العملية العسكرية والأجندة السياسية الخفية في زيادة ضبابية الموقف.
تُشير الصحيفة إلى أن موقف نتنياهو انعكس بشكل واضح في الحالة المزاجية للإسرائيليين، ويشير ضمناً إلى أنه لن يتم نسيان ما حدث بسهولة، في إشارة إلى عملية "طوفان الأقصى".
أشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أنه في استطلاع حديث، حمّل 75% من الإسرائيليين نتنياهو مسؤولية فشل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهي زيادة كبيرة عن الاستطلاعات السابقة.
وانخفضت نسبة من يحمّلون وزير الدفاع غالانت المسؤولية من 77% إلى 71%، وقالت الصحيفة إن "هذه الآراء المتغيرة تشير إلى أن آراء الجمهور تتطور حتى والحرب لا تزال مستمرة".
فضلاً عن ذلك، يعتقد 66% من المستطلعة آراؤهم أن على نتنياهو أن يستقيل بعد انتهاء الحرب، ويشاركهم هذا الرأي أكثر من نصف ناخبي الليكود.
كما تظهر أرقام مماثلة بين الجمهور العام فيما يتعلق بمسألة حل الكنيست لإجراء انتخابات في نهاية الحرب، إذ دعم 64% من المشاركين هذه الخطوة، وأجاب 66% من الجمهور بأن نتنياهو لم يتحمل مسؤولية الفشل، فيما رأى 15% أنه تحملها فعلاً في تصريحاته.
أما بين ناخبي الليكود، فيرى 45% أنه من الضروري إجراء الانتخابات مباشرة بعد انتهاء الحرب وحل الكنيست.
ومنذ بدء عملية "طوفان الأقصى" تواصل إسرائيل حملة قصف مدمرة على قطاع غزة لم تتوقف، وتسببت الغارات باستشهاد 4651 فلسطينيا، بينهم 1873 طفلا و1023 سيدة، وأصابت 14245، منذ يوم 7 أكتوبر 2023 بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.
خلال الفترة ذاتها قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد عن 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.