حالة من الغضب وتخوفات من تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها، بعد تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي طالب فيها الجانب الإسرائيلي، بتهجير فلسطينيي غزة إلى صحراء النقب، حتى ينهي الجيش الإسرائيلي مهمته في القضاء على المقاومة.
جاءت التصريحات خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في القاهرة الأربعاء، مع المستشار الألماني أولاف شولتز، حيث قال: "لو كانت هناك فكرة للتهجير، فهناك صحراء النقب في إسرائيل... يتم نقل الفلسطينيين هناك حتى تنتهي إسرائيل من العملية المعلنة في تصفية المقاومة أو الجماعات المسلحة مثل حماس والجهاد في القطاع، ويتم إعادة السكان بعد ذلك مجدداً".
وكتب نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية السابق محمد البرادعي: "الحديث عن تهجير الفلسطينيين من أرضهم، حتى تنتهي إسرائيل من تصفية المقاومة، بدلاً من الحديث عن ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، والدخول في مفاوضات حول أصل الداء: الاحتلال والفصل العنصري، هو بالإضافة مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني، بتحريم التهجير القسري، وإقرار بالتفسير الإسرائيلي لحق الدفاع عن النفس، المخالف لميثاق الأمم المتحدة".
وعلّق وزير الخارجية التونسي السابق رفيق عبد السلام: "السيسي الذي ائتمنه شعب 120 مليونا، على حماية مصر وأمنها القومي، المترابط عضوياً مع فلسطين، وقطاع غزة تحديداً، وبعدما رجعت شاحناته من الحدود بسبب رفض إسرائيل دخولها، فكر وقدر واقترح على حلفائه وأولي نعمته الإسرائيليين، تهجير الغزاويين إلى صحراء النقب ومن ثم التفرغ لضرب المقاومة".
وتابع: "يعني السيسي يريد أن يعطي غطاءً مصرياً وعربياً، لمشروع ترانسفير إسرائيلي أميركي جديد بعد تهجير النكبة، حتى يبقى هانئاً مطمئناً على كرسيه ومتفرغاً لمهمة التنكيل بالمصريين. هل هناك أفكار شيطانية أكثر من هذه؟ وهل هناك حقارة أكثر من هذه الحقارة؟ وهل ثمة تآمر أكبر من هذا؟".
واعتبر الحقوقي بهي الدين حسن أنه: "ضوء أخضر إضافي. كلمة السيسي اليوم في المؤتمر الصحافي المشترك مع مستشار ألمانيا، هي مثال علني (ما يقال في الكواليس أخطر)، معبٍر لمدى بؤس الموقف المصري والعربي من المسألة الفلسطينية كلها، ومن المذبحة الجارية يومياً في غزة، منذ هجمة حماس 7 أكتوبر القاتلة لعسكريين ومدنيين إسرائيليين وأجانب".
وبدهشة علق الحقوقي هيثم أبوخليل: "حد يقولي ده مش صحيح، مش معقول الخيانة والهوان والذل يا عالم، السيسي في مؤتمر صحافي منذ قليل مع المستشار الألماني، يقدم حل للاحتلال بتهجير أهالي غزة إلى صحراء النقب، حتى يتم القضاء تماماً على المقاومة! بدل نقلهم لسيناء، ولأن وجودهم في سيناء ممكن يؤدي لعمليات مرة أخرى ضد الاحتلال".
وأضاف محمود شامي: "تخيل زعيم أكبر دولة عربية، بيعلم إسرائيل ازاي تفكر برة الصندوق، في كيفية تصفية القضية الفلسطينية، على الهواء مباشرة أمام كاميرات العالم، المشهد ده كان ممكن يتعمل في أفلام الكوميديا السوداء، لكن إنك تشوفه في الواقع معناه إنه بقا أكثر سوادا من أي خيال".
وعلّقت سمر نظيف: "الفصائل المسلحة اللي هي كتائب القسام؟، الجناح العسكري لحماس؟ حماس حكومة غزة؟ يعني الفصائل المسلحة دي جيش غزة؟ عادي تقول إسرائيل بتصفيته؟ مفيش إدانة حتى؟".
ورداً على من أشادوا بكلام الرئيس، قالت سميرة الحسيني: "طيب السيد الرئيس السيسي، لما يبغى يسخر من الاسرائيليين، يقوم يقدم لهم اقتراح بتهجير اهل الارض إلى صحراء النقب! هزُلت والله، بدل المراوغة وفي هذا الموقف الذي يقوم فيه نتانياهو وبايدن بالسخرية من العرب، وإذلالهم إلى أقصى الدرجات، يجب تسمية الاشياء بأسمائها والرفض القاطع بتصفية القضية الفلسطينية، والمطالبة بوقف إطلاق النار، وطرد السفراء من أحضان العهر العربي، وأقصد هنا المطبعين مع هذا الكيان النازي! حسبنا الله ونعم الوكيل".