اختلفت ردود الفعل، حول الصورة الكونية الملتقطة عبر التلسكوب الفضائي جيمس وب، عاكسة اختلافا بين عالمين.
ركزت ردود الفعل الغربية على قدرة الصور الملتقطة على تزويدنا بفهم أفضل لبدايات الكون، وهل هناك دليل على وجود حياة في المجرات الأخرى من الكون الفسيح، والفخر بقدرة الإنسان على النفاذ نحو أعماق الكون.
أما ردود الفعل في عالمنا العربي الاسلامي العظيم فكانت حول اعتبار الصورة دليلا إضافيا على وجود الله، وعلى صغر الإنسان وقزميته أمام ضخامة الكون، والتشكيك بأهمية هذا الاكتشاف.
لماذا أدت نفس الصورة، الاكتشاف إلى مشاعر الفخر والانبهار والاحساس بعظمة الانسان في جانب ، وإلى الإحساس بصعر الانسان وانعدام قيمته في جانب آخر؟
إضافة إلى تخلفنا وعزلتنا عن هذه الإنجازات العلمية المبهرة، هناك اختلاف عميق في طريقة التفكير في الطبيعة والعالم.
يفكر المتقدمون في الطبيعة من أجل اكتشاف قوانينها وتسخيرها لمنفعتهم. لهذا يحسون بالفخر والقوة مع كل اكتشاف جديد.
ويفكر المتأخرون في الطبيعة من أجل تأكيد عظمة الله وتمننه عليهم، لهذا يحسون بالصغار كلما اكتشفوا قوة من قوى الطبيعة.
الافكير الأول يقود للعلم والتقنية وتمكين الانسان ، والتفكير الثاني يجمد الانسان في لحظة الانبهار بما هو أكبر منه!
والنقلة بين العقليتين حققها ديكارت للغرب في القرن السابع عشر، ورفضناها نحن في القرن العشرين!